أ. حسين الحكيمي
كم
هو صعب أن تكتب وتجمع حروف اللغة عن شخصية هي بحد ذاتها لغة بالنسبة لك، شخصية
طالما عشت تحت أكنافها منذ الصغر ونقشت في قلبك مبادئ حب وفلسفة حياة جعلتني ما
أنا عليه اليوم.
يُقال
إن الخال والد ... وهذا حقيقة ما أشعر به تجاه خالي الدكتور/ محمد الصافي.
صاحب
أطيب قلب ومواقف كثيرة استحضرها الان، ويبتسم قلبي قبل أن ترتسم ع وجهي.
شخص
منذ أن وعيتُ على الدنيا ويداه تحتضانني حبًا، أتذكر كرمه وحبه وهو يأخذنا لأفخر
المطاعم في رحلة كان قد خططها لنا وتحمل جميع تكاليفها.
في
كل الرحلات التي سافرنا بها كان وجه خالي يستقبلنا قبل صوت الوطن وابتسامته
المرحبة لنا بالعودة تجعلني اشعر انني في بلدي.
خالي محمد الصافي يتسم بالإيجابية وزرعها فينا بحب، مرة في العاشرة من عمري ذهبنا معه إلى احد المطاعم، وكان يتحدث عن الإيجابية، وبينما هو يتحدث ضغطتُ ع قطعة اللحم الموضوعة في صحني، حتى سقط الصحن إلى الأرض وانكسر. نظر لي الجميع إلا خالي نظر لي بابتسامته المعتادة، وهز رأسه وقال (عادي، عادي) حينها قلتُ له الشيء الإيجابي إنني حافظت ع اللحمة من السقوط، وضحك بشكل كبير.
الحب هو تراكم مواقف عديدة جميلة، ووجود الشخص في تلك المواقف الحزينة منها قبل السعيدة والمفرحة.
عندما
أصبتُ برصاصة في ظهري، رأيت خالي أول المتواجدين، وكأنه يقول لي أنا ظهرك؛ أن كنت
تشعر بوجع فيه فأنا هنا لأسندك. تكررت زياراته مع معافاتي حتى ان أروقة المشفى
اختلطت بعطره.
امتعضتُ كثيرًا حين علمت أن من أطلق عليّ الرصاص خرج في نفس اليوم، وأنا طريح الفراش لليالٍ ولا أعلم متى سأتخلص من هذا الوجع، كان وجع خروجه من السجن تفوق ألمي وجرحي، في ذلك اليوم أهداني خالي كتاب(قوة عقلك الباطن) وقال لي: "اقراه"، وابتسم لي مودعًا، حينها شعرتُ بارتياح كبير، وإن المسامحة غمرت قلبي. شكرتُ الله على وجود خالي الذي جعلني أشعر بالسلام الداخلي وكانت نقطة تحول في حياتي.
خالي
هو شمعتنا المضيئة ...
ودرب
السلام الذي نخطو خطاه ...
هو ابتسامة حب وأب وفرح ...
مهما
كتبت وتكلمت لن أوفيه حقه، ولكني اسأل الله أن يطيل في عمره، وأن يحفظه، وأن يجعل
ابتسامته مضيئة في وجوهنا ماحيينا.
تعليقات
إرسال تعليق