كلمة فريق العمل

       


     كُلفت من بين جميع فريق عمل المدونة، أن أكتب كلمة عن استاذي المربي الفاضل الدكتور محمد حسين الصافي، وهذا شرف وفخر لي. 

     رأيته أول مرة في ندوة أقيمت عن المرتضى الزبيدي في عام 2010م تقريبًا، لفتني حضوره المهيب، وتواضعه، وابتسامته الطيبة. 

     هو قامة علمية له العديد من الدراسات والمحاضرات والندوات، التي تتشابك فيها معارف الفلسفة والتاريخ والدين، وتترك اثارًا عظيمة لدى متلقيها سواء في جامعة صنعاء، أو في الجلسات العلمية التي كان يقيمها أسبوعيًا. 

     في محاضراته تشعر بدفء كلماته وصدقها، هو الأكثر مرونة، ينقلك بسلاسة من دروس التاريخ إلى قصص الصالحين، ليحدثك بعد ذلك عن العشق الإلهي وداعيته جلال الدين الرومي، ومن ثم عن التنمية الروحية، وما خلفه نقيضها، وعن ثقافة التعايش وقبول الاختلاف والتعدد، وجفوة سيدنا بلال لنبينا محمد ﷺ، والقيم والمعاني التي جاءت بها رابعة حضرموت "سلطانة الزبيدية".

    تنتهي جلساتك معه وانت تعي معنى جملة "لا تمت ابدًا وانت حي". يجعلك تعتز بتاريخك وثقافتك وفكرك وهُويتك. فكان له في الحقيقة حضور وإسهام واضح في التكوين النفسي والفكري لطلابه.

     ومن سيرته وحديث طلابه ومقربيه وشيوخه عنه، تعلم أن فتى حي الروزميت وخليج عدن كان المدلل لعائلته، لكنه سرعان ما أصبح الشاب الكادح والمعيل لها بعد وفاة والده، ليصبح بعد ذلك "أستاذ العصور الوسطى" المعلم القدوة، و"المثل الأعلى" لكثيرٌ من تلاميذه ومحبيه في صنعاء، وحتى في تريم الغناء. أنه ولد ليكون ذلك البرٌ الأخضرٌ الفسيح، الذي يُحب ويحمد من الجميع، وتُبَارك منهم جميع خطواته. 

      ردد على مسامعنا الكثير من الكلمات التي لازالت محفورة في ذاكرتنا إلى اليوم، وهنا سأستحضر بعضًا منها.

 - "من يَغرسون في قلوبنا بذور المحبة، نهبهم بقايا أعمارنا ثمار الوفاء".

- "قيمتك فيما تعطيه لغيرك"

- "انا من قوم لا يغضبون إلا لله".

- "أجمل لذة في الوجود، لذة الاستغراق في ذكر الله". 

- "التنمية هي تنمية روح يا أحباب".


    أدامك الله وحفظك ذخرًا لنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة